logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الأربعاء 26 نوفمبر 2025
01:22:16 GMT

من «الهاغاناه» إلى «حماس» و«حزب الله» حين يُبنى ميزان القوى في الظلّ

من «الهاغاناه» إلى «حماس» و«حزب الله» حين يُبنى ميزان القوى في الظلّ
2025-11-08 07:39:47


الاخبار: قاسم س. قاسم
السبت 8 تشرين الثاني 2025
شهدت العقود الوسطى من القرن العشرين نشاطاً محموماً لبناء قوة عسكرية صهيونية سرّية في فلسطين تحت الانتداب البريطاني، بهدف إنشاء دولة إسرائيل. الأساليب التي استخدمتها الحركة الصهيونية آنذاك تشبه إلى حدّ بعيد ما تنتهجه اليوم حركات المقاومة كـ«حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان. ففي الحالتين، اضطرت هذه الحركات إلى العمل في الخفاء، وتأسيس بنية تحتية عسكرية وتوفير السلاح بشكل سرّي لمواجهة قوى أكبر منها.

مع تصاعد المشروع الصهيوني في فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني، برزت منظمة «الهاغاناه» العسكرية كعمود فقري للدفاع عن المستوطنين اليهود. كما هو معروف، تأسّست «الهاغاناه» عام 1920 تحت شعار «الدفاع»، لكنها سرعان ما تجاوزت هذا الدور إلى تهجير الفلسطينيين وتوطين المهاجرين اليهود، وشكّلت لاحقاً النواة الأولى لجيش الاحتلال الإسرائيلي. أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى (1936–1939)، استفادت «الهاغاناه» من حاجة سلطات الانتداب البريطاني إلى العون في قمع الثورة.

فكلّفت بريطانيا ضابطها أورد وينغيت بتشكيل سرايا ليلية من الصهاينة، وسُمح لـ«الهاغاناه» بإنشاء قوة «حرس المستعمرات» (نوطريم) قوامها 22 ألف عنصر مزوّدين ببنادق ورشاشات. هذا التسليح المحدود تحت إشراف بريطاني كان بمثابة غطاء أولي مكّن «الهاغاناه» من تدريب عشرات الآلاف من الشبان والشابات اليهود على القتال، في وقت كانت السلطات البريطانية تمنع الفلسطينيين من التسلّح والتنظيم العسكري.

بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، كانت «الهاغاناه» قد تحوّلت إلى جيش سري حقيقي. قدّرت الاستخبارات البريطانية عام 1942 أن لدى «الهاغاناه» نحو 30 ألف مقاتل مجهّزين بأسلحة تكفي لـ 50–70% منهم، فضلاً عن ألف مقاتل في منظمة «الإرغون» المنشقّة عن «الهاغاناه». وأثناء الحرب العالمية الثانية، انخرط أكثر من 26 ألف يهودي من فلسطين في صفوف القوات البريطانية، فاكتسبوا خبرات عسكرية مهمة. كما أنشأت «الهاغاناه» جناحاً نخبوياً هو قوات «البلماخ» عام 1941 بدعم بريطاني، كقوة صاعقة مدرّبة يمكنها تنفيذ عمليات نوعية. هذه الأحداث عزّزت البنية التحتية البشرية والتدريبية للصهاينة تمهيداً للمواجهة المقبلة مع العرب.

مع اقتراب نهاية الانتداب البريطاني، تصاعدت قناعة القيادة الصهيونية بأن المواجهة المسلّحة مع العرب حتمية. في أكتوبر 1947، طلب ديفيد بن غوريون، رئيس الوكالة اليهودية، إعداد خطة عاجلة لتحويل ميليشيات «الهاغاناه» والعصابات الصهيونية إلى جيش نظامي استعداداً للحرب المقبلة. وبالفعل، شرعت هيئة الأركان العامة لـ«الهاغاناه» في وضع خطة حربية تشمل الأهداف السياسية والعسكرية للييشوف (المجتمع اليهودي) في فترة ما بعد جلاء البريطانيين. أدرك الصهاينة أنهم سيواجهون ثلاثة مستويات من القوى العربية: مقاومة محلية فلسطينية غير نظامية، وقوة فلسطينية شبه نظامية من بضعة آلاف مقاتل، ثم جيوشاً نظامية للدول العربية المجاورة.

لذلك سعت القيادة الصهيونية إلى توحيد فصائلها المسلّحة رغم الخلافات الأيديولوجية. وبحلول 1948، كانت «الهاغاناه» و«الإرغون» و«ليحي» قد نسّقت جهودها ضمن قيادة مشتركة مهّدت لتشكيل جيش الاحتلال الإسرائيلي رسمياً عند إعلان الدولة. وصف مؤرّخون العقيدة التي حكمت الاستراتيجية الصهيونية آنذاك بأنها «أمّة تحت السلاح» – أي دمج كامل بين النشاطين المدني والعسكري لتحقيق مشروع الاستيطان.

إحدى أبرز أدوات الصهاينة في بناء قوتهم العسكرية كانت إقامة مصانع أسلحة وذخائر سرية داخل فلسطين، بعيداً عن أنظار سلطة الانتداب البريطاني. أدرك قادة «الهاغاناه» أنهم إن أرادوا دولة مسلّحة، فعليهم كسر احتكار بريطانيا للسلاح. وفي وقت مبكر من عام 1938، وأثناء تصاعد التوتر في أوروبا، وضع مسؤول العمليات في «الهاغاناه» يوسف أفيدار خطة لتهريب ماكينات لتصنيع الذخيرة إلى فلسطين. اشترى عملاء لـ«الهاغاناه» 12 ماكينة متخصّصة بصنع الخراطيش من بولندا سنة 1938، ونُقلت بحراً سراً إلى بيروت حيث خُزّنت في مستودع تابع لـ«الهاغاناه» لمدة أربع سنوات بسبب ظروف الحرب. وبمساعدة جنود يهود في الجيش البريطاني، نُقلت تلك المعدات بالقطار إلى فلسطين.

مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وتزايد القيود البريطانية، ضاعفت «الهاغاناه» جهودها لإنشاء ورش ومصانع أسلحة سرية. تكشف وثائق أرشيفية أن قيادة الييشوف أقامت أثناء 1946–1947 شبكة مصانع تحت المزارع وكراجات المستوطنات. كانت هذه المعامل غالباً تحت الأرض أو داخل مبانٍ زراعية مثل حظائر الأبقار، بهدف التمويه. اعتمدت تلك الصناعة على معدات ثقيلة اشتُريت سراً من أوروبا والولايات المتحدة بين عامَيْ 1944 و1946.

وبحلول أواخر 1947، استطاعت هذه المصانع إنتاج أنواع مختلفة من الذخائر والأسلحة الخفيفة بكميات كبيرة، منها: مدافع هاون عيار 2 و3 بوصات، ورشاشات «ستِن» (Sten) البريطانية التصميم، بالإضافة إلى كميات هائلة من القنابل اليدوية والطلقات. وتشير إحصاءات موثّقة إلى أنه بين أكتوبر 1947 ومايو 1948 وحده، أنتجت الورش السرية التابعة لـ«الهاغاناه» أكثر من 15 ألف رشاش «ستِن»، وما يربو على 200 ألف قنبلة يدوية، و125 مدفع هاون مع 130 ألف قذيفة، وما يقارب 40 مليون طلقة عيار 9 ملم. لقد شكّل هذا الإنتاج المحلي رافداً حيوياً لقوة المقاتلين الصهاينة عشية الحرب.

ومن أشهر مواقع تلك الصناعة السرية معهد «آيالون» قرب مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب. كان هذا الموقع عبارة عن مصنع ذخيرة تحت الأرض عمقه 8 أمتار، أُنشئ عام 1945 تحت مزرعة وضمن مستعمرة تتخفّى بغطاء أنها معسكر تدريب زراعي. ورغم قربه من معسكرات البريطانيين آنذاك، استطاع العاملون الشباب فيه تصنيع نحو 2.25 مليون رصاصة عيار 9 ملم لمسدسات ورشاشات «الستن» بين عامَيْ 1945 و1948، وجرى تعليم الخراطيش المُنتَجة بحرف «A» نسبةً إلى «آيالون».

كان المصنع يعمل في سرية تامة وعلى مدار الساعة تحت الأرض. عمل مصنع «آيالون» تحت غطاء إنشاء مغسلة ملابس في كيبوتس وهمي لخداع المفتشين البريطانيين. عملت في المصنع مجموعة من شباب الحركة الكشفية اليهودية بقيادة شلومو هليل، ممن قبلوا بالمهمة وتظاهروا بأنهم يمارسون حياة زراعية عادية فوق الأرض بينما هم يصنعون الرصاص في الخفاء (مقال في «يديعوت أحرونوت» بتاريخ 18-9-2023).

إن روح العمل السري تلك يشهد عليها أحد أفراد فريق الدعم الأميركي للصهاينة، رودلف سونبورن، الذي استضاف لقاءً لرجال أعمال يهود في نيويورك عام 1945 بحضور بن غوريون، بهدف تجنيد هؤلاء لتمويل عمليات «الهاغاناه». بعد اللقاء كتب سونبورن في مذكّراته: «في ذلك اليوم التاريخي، استُدعينا لنصبح الذراع الأميركية لمنظمة سرية تُدعى الهاغاناه… كنا نعرف أننا يجب أن نكون مستعدّين».

إلى جانب التصنيع المحلي، اعتمدت القيادة الصهيونية على شراء الأسلحة من الخارج بشتى السبل، في وقت كان الحصار الدولي يمثّل عقبة كبيرة. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أيّدت قرار «الأمم المتحدة» بتقسيم فلسطين في نوفمبر 1947، سارعت مباشرة إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة. تبعتها «الأمم المتحدة» بفرض حظر دولي على تسليح أي طرف في الحرب التي لاحت بوادرها.

تكشف الوثائق حجم العمل الهائل للعصابات الصهيوينية بعيداً عن أعين البريطانيين والعرب، والدور الكبير الذي لعبته الصناعات السرّية في احتلال القرى والمدن وتهجير سكانها من الفلسطينيين

لمواجهة هذه العزلة، انطلقت حملة عالمية سرية بقيادة الوكالة اليهودية لجمع الأموال وشراء السلاح من أسواق أوروبا الشرقية والغربية. استطاع الصهاينة الاستفادة من تعاطف يهود العالم بعد المحرقة النازية، فتحوّلت الجاليات اليهودية الكبيرة – ولا سيما في الولايات المتحدة – إلى مصدر دعم مالي وسياسي لا ينضب. ففي أوائل عام 1948، أرسلت الوكالة اليهودية غولدا مائير في جولة خاطفة في الولايات المتحدة لجمع التبرعات.

نجحت في أسابيع في جمع 50 مليون دولار في ذلك الزمن لصالح قوات «الهاغاناه»، وهو ضعف المبلغ الذي طلبه بن غوريون أساساً، ثم عادت في جولة ثانية لتحشد 50 مليوناً إضافية. وبشهادة المؤرّخ الإسرائيلي اليميني بني موريس، فإن هذه الأموال استُخدمت لشراء شحنات أسلحة حاسمة من تشيكوسلوفاكيا، ولعبت دوراً مصيرياً في معارك أبريل – أكتوبر 1948. وهو ما أكّده بن غوريون لاحقاً بوضوح: «لقد أنقذتنا الأسلحة التشيكية فعلياً بشكل مطلق. بدون هذه الأسلحة، ما كان لدولتنا أن تبقى».

إلى جانب الكتلة الشرقية، نشطت شبكة معقّدة من السماسرة والمهرّبين في أوروبا الغربية وأميركا اللاتينية لتأمين أي معدات ممكنة. عمل عملاء «الهاغاناه» عبر شركات وهمية لشراء فائض معدات الجيوش الغربية بعد الحرب العالمية الثانية. فمثلاً، تمكّنوا من شراء طائرات نقل ودبابات وحتى طائرات مقاتلة قديمة ونقلها سراً إلى فلسطين.

ولم تعتمد عمليات شراء السلاح على اليهود فحسب، إذ شاركت شخصيات متعاطفة غير يهودية أيضاً في ذلك، مثل المساعدة التي قدّمها رجل أعمال أميركي بروتستانتي يُدعى تشارلز ونترز عام 1948 في شراء 3 طائرات قاذفة من طراز B-17 لصالح «الهاغاناه». حتى إنه قاد بنفسه إحدى تلك الطائرات إلى إسرائيل دعماً لها، وحوكم في بلده لاحقاً بتهمة تهريب أسلحة.

بحلول نهاية نوفمبر 1947 – أي وقت صدور قرار التقسيم – كانت «الهاغاناه» قد استكملت جزءاً كبيراً من استعداداتها العسكرية. تفيد سجلّاتها بأن ترسانتها آنذاك ضمّت حوالي 10,600 بندقية، و3,600 رشاش «ستِن» ومسدس، و775 رشاشاً خفيفاً، و157 رشاشاً متوسطاً، و16 مدفعاً مضاداً للدبابات، وأكثر من 700 قاذف هاون عيار 2 إنش، و84 قاذف هاون عيار 3 إنش. ورغم افتقارها للمدفعية الثقيلة والدبابات، اعتمدت على مركبات مصفّحة بدائية الصنع (شاحنات مدرّعة بصفائح فولاذ) وطائرات استطلاع خفيفة. كانت الذخيرة لا تزال محدودة نسبياً آنذاك – نحو 50 طلقة للبندقية و600 طلقة للرشاش المتوسط فقط – لكنّ الإنتاج المحلي المستمر ودفعات السلاح المهربة كانا يضيّقان الفجوة سريعاً.

في الوقت نفسه، أعدّ الييشوف بنية تحتية دفاعية قوية في المستعمرات تحسباً لهجمات العرب. يذكر بني موريس أن حوالي 250 مستعمرة ريفية يهودية تحوّلت إلى مواقع محصّنة صغيرة: حُفرت حولها الخنادق وأقيمت الملاجئ الخرسانية والأسلاك الشائكة والحقول المُلغّمة. وقد دُرّب السكان على الدفاع ضمن خطط طوارئ منظّمة. ولعبت قوات شرطة المستوطنات اليهودية (رغم تبعيتها اسمياً للبريطانيين) دوراً في هذا التحصين، حيث وُضعت تحت تصرف «الهاغاناه» حوالي 6,800 بندقية و48 رشاشاً إضافياً موزّعة على المستعمرات.

وهكذا، عند اندلاع الحرب فعلياً بعد قرار التقسيم، واجه الفلسطينيون آلة عسكرية صهيونية منظّمة ومتفوّقة عدةً وعتاداً وتمتلك شبكة اتصالات في ما بينها، في حين لم يكن لدى الفلسطينيين أي تشكيل مماثل من حيث التنظيم أو التسليح. فقد فشلت الحركة الوطنية الفلسطينية – لأسباب متعدّدة تشمل القمع البريطاني والانقسام الداخلي – في بناء ميليشيا موحّدة، واقتصرت على فرق غير مركزية التسليح والتدريب.

مع حلول 14 مايو/أيار 1948 وإعلان بن غوريون قيام دولة إسرائيل، كانت العصابات الصهيونية قد تحوّلت إلى جيش نظامي هو جيش الدفاع الإسرائيلي. أصدر بن غوريون على الفور قراراً بحلّ جميع المنظمات المسلّحة («الهاغاناه» و«الإرغون» و«ليحي») ودمجها في جيش الدولة الجديدة. وفي مذكّراته عشيّة إعلان الاستقلال، كتب بن غوريون: «الساعة الرابعة مساءً أُعلنت دولة إسرائيل… ومصيرها الآن في أيدي قوات الأمن»، في إشارة إلى أن القوة العسكرية التي بُنيت سراً عبر السنين هي التي ستحدّد بقاء الدولة.

وبالفعل، خاضت هذه القوات معارك شرسة ضد الجيوش العربية التي تدخّلت بعد الإعلان. ورغم الخسائر والتحديات، رجحت كفّة الصهاينة بفضل ما امتلكوه من تنظيم مُسبق وتسليح متفوّق ودعم دولي خفيّ. وعندما اشتدت الحرب بمرحلتها الثانية في صيف 1948، وصلت أخيراً شحنات الأسلحة الثقيلة من أوروبا الشرقية، بما في ذلك المدافع والطائرات، فكان لها دور حاسم في تغيير الميزان.

تشابه التجربة: «حماس» و«حزب الله» كحركات مقاومة سرّية

إذا نظرنا إلى التجربة الصهيونية قبل 1948، نجد تقاطعاً واضحاً مع تجارب حركات المقاومة العربية المعاصرة، خصوصاً «حماس» و«حزب الله». فهذه الحركات، رغم اختلاف الأهداف والسياقات التاريخية، تبنّت نهجاً مماثلاً في بناء قوتها عسكرياً تحت ظروف الحصار والملاحقة.
في قطاع غزة المُحاصر، طوّرت «حماس» في السنوات الماضية منظومة تصنيع عسكري محلية بعيداً عن الأضواء.

أدركت الحركة أنها لا تستطيع الاتكال على إمدادات خارجية قد يقطعها العدو، فاستثمرت في المهندسين والورش المحلية لتصنيع الصواريخ والقذائف وبقية الأسلحة. وكما أخفت «الهاغاناه» مصانعها تحت الأرض في الأربعينيات، حوّلت «حماس» أيضاً شبكة أنفاق غزة إلى مصانع سلاح تحت الأرض ومنظومات محصّنة جيداً. وأظهر العدوان الأخير على قطاع غزة أن ما حقّقته المقاومة من اكتفاء ذاتي في إنتاج السلاح والمتفجّرات، ساعدها في تنفيذ عمليات معقّدة بمشاركة آلاف المقاتلين.

أمّا «حزب الله» في لبنان، فمنذ نشأته أثناء الاحتلال الإسرائيلي في الثمانينيات اتّبع نمط العمل السري لبناء ترسانته. تلقّى الحزب دعماً خارجياً حيوياً من إيران وسوريا، لكنه اضطر أيضاً إلى نقل الأسلحة بعيداً عن أعين الاستخبارات الإسرائيلية. ومع مرور الوقت، أسّس شبكة معقّدة من المخابئ والمخازن، مشابهة في روحها لمبدأ المستعمرات المحصّنة لدى «الهاغاناه». ورغم محاولات إسرائيل المتكررة لقصف قوافل السلاح الإيرانية المتجهة إلى لبنان عبر سوريا أثناء ما سمّته «المعركة بين الحروب»، إلا أن أغلبها باء بالفشل. وهنا يُمكن تشبيه هذا النجاح بنجاح عصابات «الهاغاناه» سابقاً في تحدّي الحصار البريطاني والحصول على كل ما خطّطت له من سلاح.

كما تتقاطع تجربة المقاومة الحديثة في دمج البعدين المدني والعسكري. فقد اعتمدت «الهاغاناه» على مجتمع المستوطنين بأسره كخزان دعم لوجستي وبشري، بحيث كان المدنيون اليهود جزءاً من المجهود الحربي عبر الاستيطان والتدريب والتبرع. وعلى المنوال ذاته، نجد حركات كـ«حماس» و«حزب الله» تستند إلى حاضنة شعبية تعتبر أن المعركة جزء من وجودها اليومي، فالمقاتلون يخرجون من بين الجمهور ويعودون إليه، والتمويل يأتي تارة من تبرعات المجتمع المحلي وتارة عبر شبكات خارجية. هذا التشابك بين المدني والعسكري – وإن اختلفت مبرّراته وأهدافه بين الطرفين – يذكّرنا بأن حروب اليوم غير المتكافئة كثيراً ما تعتمد على قوة التنظيم السري والمفاجأة والإرادة الشعبية، أكثر من اعتمادها على الترسانة التقنية وحدها.

في عام 1948، فوجئ العالم بظهور دولة إسرائيل مسلّحة وجاهزة للحرب بعد ساعات من ولادتها. لكنّ هذه المفاجأة لم تكن وليدة اللحظة، بل نتيجة عمل سرّي دؤوب امتد لسنوات، حشد فيه الصهاينة الموارد والسلاح والتدريب تحت أنظار البريطانيين أحياناً ووراء ظهورهم أحياناً أخرى. لقد أثبتت تلك التجربة أن بناء القوة الذاتية سراً قد يغيّر موازين الصراع جذرياً عندما تحين ساعة المواجهة.

وفي عصرنا هذا، عملت حركات المقاومة مثل «حماس» و«حزب الله» بالطريقة نفسها؛ فإسرائيل التي قامت على العمل السري باتت تواجه خصوماً يعتمدون استراتيجيات شبيهة – من حفر الأنفاق إلى تصنيع الصواريخ محلياً إلى تهريب العتاد رغم الحصار. وما اعتبرته إسرائيل شرعياً قبل قيامها، باتت تعتبره اليوم إرهاباً.

التاريخ يعيد نفسه بأشكال مختلفة، لكنّ المؤكد أن من يمتلك الإرادة وزمام المبادرة هو من سيحسم المعركة. وكما يقال: «أصدق الأعمال عمل الخفاء»، اليوم تعمل المقاومة سراً في التحضير لمعركة الغد. ولا يوجد مانعٌ من أن يذوق الإسرائيلي من الكأس التي أذاقها للفلسطينيين والعرب في عام 1948.

ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
كلنا مشروع شهيد.....!
تكاتف الإيمان والروح الوطنية رسالة الشيخ نعيم قاسم في مواجهة التحديات الراهنة
النائب الدكتور علي فياض خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب ‏الله لثلة من الشهداء السعداء في مجمع الإمام المجتبى
معارك ومناوشات طائفية وتزوير لتاريخ البلاد: «وطن النجوم»... حين يَشبك على النت
دفع أميركي حثيث نحو التطبيع: الشرع يواجه أصعب اختباراته
البناء _فراس رفعت زعيتر:لبنان أمام اختبار السيادة والاستقلال في العهد الجديد: هل تصمد الحكومة أم تخضع للضغوط…؟
عدوان إسرائيلي شامل على سوريا تل أبيب لدمشق: الجنوب لنا عامر علي الخميس 17 تموز 2025 القصف الإسرائيلي الذي طال مقرّ
فادي عبود:يأملون أن تيأسوا... احرموهم من هذا الأمل
مصر تتهيّب انفلات التصعيد: لا إطفائي لنيران الإقليم
جعجع محبط وليزا متوتّرة: لماذا لا ينتفض السنّة ضد حزب الله؟
ملف «حماس»: قادة أمنيون يهدّئون الرؤوس الحامية للسياسيين: هل وافق خصوم المقاومة على التوطين؟
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي:
موجة هجمات يمنيّة جديدة على الكيان الجزيرة العربية رشيد الحداد الأربعاء 13 آب 2025 لا يعترف جيش الاحتلال بالعدد الحقيقي
براك الى بيروت مع «تحذير أخير»: نزع السلاح الآن أو نترككم لمصيركم!
اللواء عبد اللطيف المهدي قائد المنطقة العسكرية الرابعة في سطور
تركيا على شفا التحول الانتخابات المقبلة بين الأزمات الاقتصادية والتحديات السياسية وتأثيرها على الاستقرار الإقليم
شهداء اليمن رموز الفداء والإصرار في وجه العدوان والصمود من أجل العدالة والحرية
«كبسة» لديوان المحاسبة على بلدية بيروت
إعلام يروّج للعدو: سردية إسرائيلية بأقلام لبنانية.
الاخبار _ندى ايوب : «المعارضات» الشيعية: محاولة جديدة للتحوّل إلى قوة سياسية
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث